للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال لهم قازان [١] : أنا ما أخذت الملك إلا بالسيف لا بالميراث، وما أخذته وحزته بسيفي توريز ومراغه، وبيني وبينكم السيف فيها، ثم لم يزل السلطان أزبك القائم الآن بمملكة القبجاق يتعلق بحبال هذه الشبهة ويطالب بدعوى هذه الوراثة، وسئل الشيخ علاء الدين بن النعمان عن جيوشه فقال كثيرة تفوق الحصر، فقال كم هم بالتقريب؟ فقال لا أعلم، لكن خرج مرة عليه وعلى القان الكبير أسنبغا [٢] سلطان ما وراء النهر، وتغلب، وقطع الطريق، وقال: أنا أحق بالملك منهما، ونهب السيارة، وأخرج يدا عن طاعة القان فكتب القان إلي تقنقا بأن يقاتله، فجرد إليه من كل عشرة واحد، فبلغ عدد المجردين مائتا وخمسين ألفا، قال:

النعمان وهذا الذي دخل تحت العدد والإحصاء سوى المجتمعة والطماغة.

قال: وألزم كل فارس بغلامين، وثلاثين رأسا من الغنم وخمسة رءوس من الخيل وقدرين نحاسا، وعجلة يرسم حمل السلاح، وغزا استنبغا، وكسره، وانتصر عليه نصرة ظاهرة، ثم عاد مؤيدا منصورا.

قال: النعمان مبدأ عرض هذه المملكة من دمر قبو وهي مدينة من بناء «١» الإسكندر كان عليها باب من الحديد، وليس هو الآن، إلى بلاد بوغزة، وطولها من ماء لمرنس «٢» ، وهو أعظم من نيل مصر بكثير من ناحية بلاد الخطا إلى اصطنبول [٣] وتجاوز هذا الطول قليلا إلى بلاد تمسى نمج [٤] .


[١] قازان هو غازان بن أرغون بن آباقا بن هولاكو حكم ما بين سنة ١٢٩٥- ١٣٠٤ م (تركستان ٧١٧) .
[٢] أسن بغا بن دوا بن براق بن أسن دوا بن موتكن بن جغتاي حكم ما وراء النهر ١٣١٠- ١٣١٨ (تركستان ٧٢١) .
[٣] إصطنبول: هي أسطنبول، وهي القسم الواقع بالعدوة الشرقية من النهر وهي مدينة في سفح جبل داخل البحر نحو تسعة أميال وهي قسم من القسطنطينية (رحلة ابن بطوطة ٢٣٣) وهي الآن إستانبول وأسلامبول والأستانة.
[٤] نمج من بلاد الروس.

<<  <  ج: ص:  >  >>