الأصفهاني فتلقاه بالإقبال وأحسن إليه وأقام مدة في كنفه، وعمي لكثرة ما كان يحرر كتبه التي علقت بالأذن. ومولده عشية الخميس لخمس بقين من رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة وتوفي يوم الأحد من شوال سنة تسع وستين وخمسمئة.
وله شعر أنشد له، قوله:[البسيط]
لا تجعل الهزل دأبا فهو منقصة ... والجدّ تعلو به بين الورى القيم
فلا يغرّنك من ملك تبسّمه ... ما تصخب السّحب إلا حين تبتسم
وقوله:[المجتث]
لا تحسبن أنّ بالشّع ... ر مثلنا ستصير
فللدجاجة ريش ... لكنّها لا تطير
وقوله:[مجزوء الكامل]
لا غرو أن أخشى فرا ... قكم وتخشاني اللّيوث
أو ما ترى الثّوب الجدي ... د من التفرّق يستغيث
وكان له ولد وهو أبو زكريا يحيى، وكان أديبا شاعرا. ومن شعره:[الخفيف]
إن مدحت الخمول نبّهت أقوا ... ما نياما فسابقوني إليه
هو قد دلّني على لذّة العي ... ش، فما لي أدلّ غيري عليه
وقوله:[الوافر]
وعهدي بالصّبا زمنا وقدري ... حكى ألف ابن مقلة في الكتاب
فصرت الآن منحنيا كأني ... أفتّش في التّراب على شبابي «١»