ولد في سنة مئتين لشهرين مضيا منها، وتوفي يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى، سنة إحدى وتسعين ومئتين ببغداد.، وقيل إنه قال: رأيت المأمون لمّا قدم من خراسان في سنة أربع ومئتين، وقد خرج من باب الحديد يريد الرصافة والناس صفّان فحملني أبي على يده، وقال هذا المأمون وهذه سنة أربع فحفظت ذلك عنه إلى الساعة. وكان سبب وفاته أنه خرج من الجامع يوم الجمعة بعد العصر، وكان قد لحقه صمم لا يسمع إلا بعد تعب فصدمته فرس فألقته في هوّة، فأخرج منها وهو كالمختلط «١» ، فحمل إلى منزله على تلك الحال وهو يتأوه فمات ثاني يوم، وكتب إليه ابن المعتز:[الرّجز]
ما وجد صاد في الجبال موثق ... بماء مزن بارد مصفّق
بالرّيح لم يطرق ولم ترنّق ... جادت به أخلاق دجن مطبق
في صخرة لم ترشمسا تبرق ... فهو عليها كالزّجاج الأزرق
صريح غيث خالص لم يمذق «٢» ... إلا كوجدي بك لكن أتّقي
يا فاتحا لكلّ باب مغلق ... وصيرفيّا ناقدا للمنطق «٣»
إن قال هذا بهرج لم ينفق ... إنّا على البعاد والتفرّق
لنلتقي بالذكر إن لم نلتق ... إنّا على البعاد والتفرّق
لنلتقي بالذكر إن لم نلتق ...
فأجابه من رقعة نحن كما قال، وفيه:[الرّجز]
إني وإن [لم] ترني فإنّني ... أراك بالغيب وإن لم ترني