للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: «وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ «١» »

. وأنا هاجرت بخدمتي في العام الأول وأتممت هجرتي، وكان مبداها صبيحة نصف شعبان. وعلى ذلك أجري الحساب على ممرّ الأحقاب. وكذا هذه الخدمة شرعت في سطرها صبيحة نصف شعبان من عامنا هذا، بعد أن ختمت عليها ختمات، أشفعهن بصالح الدعوات لمولانا أعزّ الله إبصاره وأعلى اقتداره.

كان مسلم بن قتيبة في مصاف الترك. فسأل عن محمد بن واسع، فقيل إنه في ناحية من الجيش متوكئا على سيّة قوسه، يشير بإصبعه إلى السماء. فقال: والله لتلك الإصبع الفاردة أحبّ إلي من عشرة آلاف ذراع، وأنا من متجندة الخدمة العالية في ليلي وإعلاني وإسراري، أرغب إلى الله سبحانه بالأدعية الصالحة لبهي دولته وسابغ نعمته إلى مضانّ الإجابة مشفوعة بصدق الإنابة. تقبّلها الله برحمته، والرأي أعلى. قال ابن المستوفي: ونقلت من خط ابن الجيمي، من شعر الجفني: [الطويل]

لهجت بليلى حبّها وودادها ... وأكرم بها في قربها وبعادها

يلذّ لعيني لادّكار وصالها ... وأيامنا بالجزع طول سهادها

وأخشى وعيد الطيف إن زار قائلا ... أعيناك تلتذّان طيب رقادها

فدع ذا وعدّ القول في ذكر ماجد ... تسنّم في العلياء أسمى نجادها

حلفت بها كالخال في جنة العلا ... تباري لدى أطوادها ووهادها

رحلن نواء كالهضاب توامكا «٢» ... تناضل في غيطانها وصمادها «٣»

فلم يزل الإيغال يعرق «٤» لحمها ... ويجفن من نون الذؤوب وصادها

إلى أن بدت مثل الأهلّة شفّها ... نحول المحول في سنين جمادها

<<  <  ج: ص:  >  >>