قوله: وطارت به كل خوّارة «١» العنان نازعة الأشطان، تنفر نفار الظليم «٢» وتنظر بمقلة غزال تحت سالفة «٣» ريم. كأنما خلقت قوائمها من الرياح، واعتصبت ثوب الظلام فلطمها في وجهها الصباح.
ومنه قوله: فكم تسنّم من حبل يعطس بأنف شامخ في الهواء ويتفنس، فتصدأ مرآة السماء منه.
وقوله: ولولا أن ساحة هذه الأيام قصيرة المساحة، يكاد يشير بالراحة لقصده سعيا على القدمين، ونقل التهنئة إلى قلبه من طريق السمع لا من طريق العين.
منه قوله: وسار فلان في جنود عليهم أردية السيوف وقمصان الحديد فكأن رماحهم قرون الوعول، وكأن دروعهم زبد السيول على خيل تأكل الأرض بحوافرها، وتمد بالنقع سرادقها. وقد نشرت في وجهها غرر كأنها صحائف البرق، وأمسكها تحجيل كأنه أساور اللجين، وقرطت غدرا كأنها الشنوف تتلقف الأعداء أوائله، ولم ينهض أواخره. قد صبّ الله عليهم وقار الصبر، وهبّت معهم ريح النصر ومن نظمه قوله:[الطويل]
لذي الدّار مني زفرة ونحيب ... وقلبي شج إن لم يمت فكئيب
خلا الرّبع من سكّانه ولقد يرى ... جميل بهم والمستزار قريب
إذ العيس حلو ليسن فيه مرارة ... هنيّ وإذ عود الزّمان رطيب
وفي كلّ تسليم الزّمان تحية ... وفي كلّ لحظ للحبيب حبيب
ومنه قوله:[الكامل]
وبكيت من طرب الحمائم غدوة ... تدعو الهديل وما وجدت سميعا