أيضا بفخر خوارزم.
دخل عليه بعض الفضلاء، فقال له: بم عاجلك الشيب؟ قال: بمتابعة الأسفار ومطالعة الأسفار فقال الزمخشري: إنّ رواءه يدلّ على ما وراءه.
وأصاب الزمخشري في رجله خراج فقطعها، ووضع عوضها رجلا من خشب. وكان إذا مشى ألقى عليها ثيابه الطوال، فيظنّ من يراه أنه أعرج.
ومن شعره ما قاله في شيخه فريد العصر، أبي مضر محمود بن جرير الأصبهاني «١» :
[الطويل]
سلام عليكم أدمعي قلمّا ترقى ... إذا سمت من تلقاء أرضكم برقا
ومن عجب أنّي إذا لاح بارق ... بأرضكم استمطرت أجفاني الودقا
وما خلت هذا البرق إلا ابتسامة ... بسعدي أضاءت عند إيماضها الأفقا
أأومض برق أم سعاد تبسّمت ... فما تعرف العينان بينهما فرقا
تمنّيت لو يغني التمنّي لقاؤها ... بوقع رماح الخطّ من دون أن تلقى
خليليّ هل أيامنا بسويقة ... رواجع أو طارت بأيامنا العنقا
مقيل شباب قد تقلّص ظلّه ... ومشرع لهو آض سلساله رتقا
إذا الرّيح من شرقي لهو تبسّمت ... فيا برد صدري حين انشقها نشقا
ولهفي على عصر تقضّى مناسب ... سحابا فريد العصر أو وجهه الطلقا
وقوله يرثي شيخه المذكور: [الطويل]
وقائلة ما هذه الدّرر الّتي ... تساقطها عيناك سمطين سمطين
فقلت لها الدرّ الذي كان قد حشي ... أبو مضر فيه تساقط من عيني
وقوله: [الطويل]