للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأجله صنف [١] ، ونحن نأخذ في هذا الباب على التحرير في أكثر ما عرفنا، والتحقيق لأكثر ما لم نعرف «١» بتكرار السؤال من واحد بعد واحد، عما يعلمه من أحوال بلاده وما فيها، وما اشتملت عليه في الغالب نواحيها، وكنت أسأل «٢» الرجل عن بلاده ثم أسأل الآخر والآخر لأقف على الحق، فما اتفقت عليه أقوالهم أو تقاربت فيه أثبته، وما اختلفت فيه أقوالهم أو اضطربت [٢] تركته، ثم أنزل الرجل المسؤول مدة أناسية فيها عما قال، ثم أعيد عليه السؤال عن بعض ما كنت سألت، فإن ثبت على «٣» قوله الأول أثبت مقاله، وإن تزلزل، أذهبت في الريح أقواله، كل هذا ألا تروى [٣] في الرواية وأتوثق في التصحيح مع أننا أهل بيت وظيفتهم «٤» مجمع وفوده وموضع كل صدور وروده ولم نزل عند ملوك مصر والشام رحم الله من مضى منهم وحفظ من بقي بابهم المفتوح لكل طارق وسحابهم الممنوح به كل جود دافق فإلينا في أبوابهم أول كل وارد إليهم وآخر كل صادر عنهم ومنذ نيطت بي التمايم إلى أن اثبتت على العمائم [٤] إلى أن صرت ركن هذا الباب وكن هذا السحاب اسأل كل وارد على باب «٥» سلطاننا اعزه الله بنصره من جميع الآفاق


[١] منهج ابن فضل الله العمري في تاريخه، وهو التأليف من المشاهدات والروايات التي سمعها والتصنيف مما قرأه.
[٢] وردت بالمخطوط اطربت.
[٣] وردت بالمخطوط ألا تروّى.
[٤] يذكر الناسخ دائما الكلمات التي بها همزة في الوسط ياء مثل: مسائل عمائم، هيئة، خزائن، دقائق، وظائف يذكرها مسائل، عمايم، هيية، خزاين، دفاين، وظايف، مما يوحي بأن الناسخ ربما كان أعجميا فارسيا أو تركيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>