للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للسلطان خدابنده، وقال له أن أرسطو عمل كتابا (المسمى ... «١» ) [١] وقدمه للاسكندر، فأجازه عليه ألف ألف دينار، وما أنت ممن يرضى أن يكون دون الإسكندر، فقبل خدابنده الكتاب، وأمر له بنظير ما أمر به الاسكندر لأرسطو، فأخذ به خواجة رشيد الدولة أملاكا وعقارا قيمتها قدر المبلغ ثلاث مرات، قال:

والأملاك إلى الآن في يد أولاده وذريته.

قلت: وأحب السلطان المذكور على ما بلغنا امرأة مغنية من بغداد، فأطلق لها ما لا يحصى وما لا يدخل في حساب.

وحدثني من أثق به أن أبغا بن هولاكو كان يأنس برجل، فاتفق أن صحبه في سفر إلى جهة ما، وكانت يوم ذاك خزانة أموالهم، فأمر به أن يدخل إليها [٢] ويأخذ ما أراد منها، فلما دخل إليها لم يأخذ سوى دينار واحد عمله في فيه، فلما حضر بين يديه سأله عما أخذ، فألقى الدينار من فيه، وقال: ياقان شبعت وامتلأت حتى خرج من فمي، فضحك، وأعجبه منه ما قاله، وأمر له بعشرة توامين؛ عنها مائة ألف رائج، بستمائة ألف درهم، فأخذها.

وحدثني قاضي (المخطوط ص ١٢٠) القضاة أبو محمد الحسن الغوري أن فقيرا وقف بكيخيتو [٣] في أيام سلطنته، وشكا إليه ضرره، فأمر له بثلاثة توامين، وهي ثلاثون ألف رائج بمائة وثمانين ألف درهم، فاستكثر هذا طاجار وزيره، (وما تجاسر أن يشاوره،) «٢» فسكبها على نطع في طريق كيختو ليبصرها، فيستكثر المبلغ،


[١] فراغ بمقدار ٤ سم.
[٢] تكرار «يدخل إليها» .
[٣] هو كيخانو بن آباقا خان بن هولاكو حكم ما بين سنة ٦٩٠- ٦٩٤ هـ (جامع التواريخ ج ٢/١٤، تركستان ٨١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>