ولما توفي، رآه بعض الصالحين في المنام، وهو يعدو، فقال له: مالك؟. فقال:" الساعة تخلّصت من السجن". فاستيقظ الرجل [من منامه] ، وارتفع الصّياح [يقول الناس:] مات داود الطّائي.
وقال له رجل: أوصني.
فقال له:" عسكر الموت ينتظرونك".
ودخل عليه بعضهم، فرأى جرّة ماء انبسطت عليها الشمس، فقال له: ألا تحوّلها إلى الظلّ؟.
فقال:" حين وضعتها لم يكن شمس، وأنا أستحي أن يراني الله أمشي لما فيه حظّ نفسي «١» ".
ودخل عليه بعضهم، فجعل ينظر إليه، فقال: أما علمت أنهم كانوا يكرهون فضول النظر كما يكرهون فضول الكلام؟.
وقال أبو الربيع الواسطي: قلت لداود الطائي: أوصني. فقال:" صم عن الدنيا، واجعل فطرك الموت، وفرّ من الناس كفرارك من الأسد «٢» ".