قال عبد الله: فتبعتها إلى أن دخلت دار بشر الحافي، فعرفت أنها أخت بشر، فأتيت أبي فقلت له: إن المرأة أخت بشر الحافي، فقال أبي: هذا والله! هو الصحيح، محال أن تكون هذه المرأة إلا أخت بشر الحافي!!! «١»
وقال عبد الله أيضا: جاءت" مخّة" أخت بشر الحافي إلى أبي فقالت: يا أبا عبد الله! رأس مالي دانقان، أشتري بهما قطنا فأغزله، وأبيعه بنصف درهم، فأنفق دانقا من الجمعة إلى الجمعة، وقد مرّ الطائف ليلة ومعه مشعل، فاغتنمت ضوء المشعل، وغزلت طاقين في ضوئه، فعلمت أن لله سبحانه وتعالى فيّ مطالبة، فخلّصني من هذا خلّصك الله تعالى «٢» فقال أبي: تخرجين الدانقين، ثم تبقين بلا رأس مال حتى يعوّضك الله خيرا منه.
قال عبد الله: فقلت لأبي: لو قلت لها حتى تخرج رأس مالها، فقال: يا بني! سؤالها لا يحتمل التأويل، فمن هذه المرأة؟. فقلت: هي" مخّة" أخت بشر الحافي. فقال أبي: من هنا أتيت. «٣»
وقال بشر:" تعلّمت الورع من أختي، فإنها كانت تجتهد أن لا تأكل ما لمخلوق فيه صنع". «٤»
توفي- رضي الله عنه- في شهر ربيع الآخر، سنة ست وعشرين «٥» وقيل: سنة سبع وعشرين ومائتين. وقيل: في عاشر المحرم، وقيل: في رمضان، ببغداد. وقيل: بمرو. «٦»
وإنما لقّب ب" الحافي" لأنه جاء إلى إسكاف يطلب منه شسعا لأجل نعليه «٧» ، وكان قد