للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«١» الذي نقول وبالله التوفيق، أن الأكراد، وإن دخل في نوعهم (كل جنس أتى ذكره في هذه الفصول، فإنهم جنس خاص من نوع) [١] عام وهم ما قارب العراق وبلاد «٢» العرب دون من توغل في بلاد العجم، ومنهم طوائف بالشام واليمن، ومنهم فرق مفترقة في الأقطار، وحول العراق وديار العرب جمهرتهم، وغلب في زماننا بما يقارب ماردين، منهم إبراهيم بن علي المسمى بالعزيز مالو [٢] ، واستفحل أمره، وقويت شوكته، واجتمعت عليه جموع وبرقت بها اسنة ودروع، وثوب باسمه الداعي، وتقيدت دون غايته «٣» المساعي، ثم مات، وقام ابنه بعده، ولكنه ما حكى «٤» الوالد الولد ولا سد الشبل موضع الأسد.

وأما الفصل الجامع لأحوال سكان «٥» الجبال (هؤلاء) «٦» وغيرهم فإنا نقول وبالله التوفيق، أن المراد بالجبال على المصطلح (المخطوط ص ١٢٥) هي الجبال الحاجزة بين ديار العرب وديار العجم «٧» ، وابتداؤها جبال همذان وشهرزور [٣] ، وانتهاؤها صياصي الكفرة من بلاد التكفور [٤] ، وهي مملكة سيس وما هو مضاف إليها بأيدي بيت لادن.


[١] وردت هذه العبارة التي بين القوسين في الحاشية.
[٢] هو إبراهيم شاه ابن الأمير سنيته تغلب على الموصل وديار بكر (رحلة ابن بطوطة ١٥٤) .
[٣] شهرزور كورة واسعة في الجبال بين إربل وهمذان (مراصد الاطلاع ٢/٨٢٢) .
[٤] بلاد التكفور هو تكفور ابن السلطان جرجيس وهي القسطنطينية العظمى (رحلة ابن بطوطة ٢٣٢- ٢٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>