للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصحب عمّه أبا النجيب «١» ، وعنه أخذ التصوف والوعظ، والشيخ أبا محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، وغيرهما، وانحدر إلى البصرة إلى الشيخ أبي محمد بن عبد، ورأى غيرهم من الشيوخ، وحصّل طرفا صالحا من الفقه والخلاف، وقرأ الأدب، وعقد مجلس الوعظ سنين.

وكان شيخ الشيوخ ببغداد، وكان له مجلس وعظ، وعلى وعظه قبول كثير، وله نفس مبارك. حكى من حضر مجلسه أنه أنشد يوما على الكرسي:

لا تسقني وحدي فما عوّدتني ... أني أشحّ بها على جلاسي

أنت الكريم ولا يليق تكرّما ... أن يعبر الندماء دور الكاس

فتواجد الناس لذلك، وقطعت شعور كثيرة، وتاب جمع كبير. «٢»

قال ابن خلّكان «٣» : ورأيت جماعة ممن حضروا مجلسه وقعدوا في خلوته وتسليكه- كجاري عادة الصوفية- فكانوا يحكون غرائب مما يطرأ عليهم فيها وما يجدونه من الأحوال الخارقة، وكان قد وصل رسولا إلى إربل، من جهة الديوان العزيز، وعقد بها مجلس وعظ، ولم تتفق لي رؤيته لصغر السن. وكان كثير الحج، وربما جاور في بعض حججه، وكان أرباب الطريق من مشايخ عصره يكتبون إليه من البلاد صورة فتاوى يسألونه عن شيء من أحوالهم.

سمعت أن بعضهم كتب إليه:" يا سيدي! إن تركت العمل أخلدت إلى البطالة، وإن عملت داخلني العجب، فأيهما أولى؟ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>