للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغاشية، وعقار وماشية، وسعادات قديمة وناشئة، ومكانة في الدولتين الإسلامية والتتارية لا تطاول، ورتبته عالية في الجهتين لا تحاول، وانبساط في اللذات، وشرف بالعرض والذات، ويد لا تقصر في أدب، ولا تبالي بلاغتها بما تنفق من كنوز الفضة والذهب.

وكانت ترد على الأبواب السلطانية بمصر ونواب الشام منه كتب، تنهل بماء الفصاحة كالسحب، وتسرح «١» من إحبائها الأبكار العرب، ثم مات رحمه الله، وخلفه ولده، وجرى على سنته، وتمت به في أهل بيته منيته «٢» .

ويلي يسار وأعمالها وتل حفتون وبلادها، وبلاد السهرية المشهورين باللصوصية، وهي من بلاد شقلاباد [١] إلى خفتيان [٢] أبى على، ويعرف بخفتيان الصغير، وما بين ذلك من الدست والدربند [٣] الكبير، وهم قوم لا يبلغ عددهم ألفا، وحبالهم عاصية، ودربندهم بين جبلين شاهقين، يشقهما الزاب [٤] الكبير، ويتقلب على صخورهما بصوت مفرع وهدير قوي، عليه ثلاث «٣» قناطر اثنان منهما بالحجر والجير، والوسطى مضفور [٥] من الخشب كالحصير علوها عن جهة «٤» الماء مائة ذراع في الهواء، وطولها بين الجبلين خمسون ذراعا، في عرض


[١] شقلاباذ: قرية كبيرة في سفح الجبل المطل على آربل، بينها وبين إربل ثمانية فراسخ (مراصد الاطلاع ٢/٨٠٦) .
[٢] خفثيان: قلعتان عظيمتان من أعمال أربل إحداهما على طريق مراغة والأخرى في طريق شهرزور (مراصد الاطلاع ١/٤٧٥) .
[٣] دربند بشروان وهو باب الأبواب (مراصد الاطلاع ٢/٥٢١) .
[٤] هو الزاب الأعلى بين الموصل وإربل (مراصد الاطلاع ٢/٦٥٢) .
[٥] وردت بالمخطوط مظفور.

<<  <  ج: ص:  >  >>