كان للمتقدم إليه حرسا، وللمتكلم لديه خرسا، فكانت عنده لا تنطق الألسنة، ولا تطلق بسيئة ولا حسنة، لمهابة ألقيت عليه، وإنابة ألقيت إليه، على بسطة للجليس، وغبطة للأنيس، وقرى، وبشاشة، وقرب كان حشو الحشاشة، وإطلاق يد في جود، وندى كرامة بأيسر موجود، إلا أنه كان يرجح الطود وقورا، وترى السحاب الجود محقورا. فكان كأن ضيغما «١» في أمانيه، أو أرقما «٢» يساور بين نائيه.
وكان من القيروان «٣» ، من قرية يقال لها:" كركنت"«٤» أقام بالحرم مدة، وصحب أبا علي ابن الكاتب «٥» ، وحبيبا المغربي «٦» ، وأبا عمرو الزجاجي.
ولقي: النهرجوري، وأبا الحسن بن الصائغ الدينوري.
وكان أوحد المشايخ في طريقته، وزهده، وتقدّمه. وهو بقية المشايخ وتاريخهم، ولم ير مثله على علو الحال، وصون الوقت، وصحة الحكم بالفراسة، وقوة الهيبة. «٧»
ورد" نيسابور"، ومات بها سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. «٨»