أصحابك، ثم تكون العاقبة إلى خير"، هذه علامة. ثم قال: يا أخي ما رأيت العثماني ما أقل خيره، كنت أتوهم أنه أقرب الإخوان، فلم ينفعني، ولا وصل إليّ منه خير قط.
قال ابن عربي: وكنت رأيت في ذلك النهار العثماني، وكان شاعرا، وقال: أحب منك أن تضع لي معاني في مرثية حتى أنظمها لشخص اقتضاني أن أعمل له مرثية، على وزن قصيدة المتنبي.
" أيا خدّد الله ورد الخدود" «١»
وقلت للعثماني: من الذي اقتضاك المرثية لتكون المعاني لائقة به؟. فلم يعرّفني، فلما كان الليل، ورأيت الرؤيا، قال لي صاحبي أبو الحسن في حقه ما قال.
ثم قال أبو الحسن: وتعلم الذي اقتضاه المرثية، وفي من هي؟.
قلت: لا.
قال: هو أبو الحكم ابن الحجاج، والمرثية في ولده، وقد وصل إلينا، وهو بخير، لكني ما أكون مثله، أنا أقول لك بيتا يكون أولا لقصيدته التي اقتضاها عليه أبو الميت، وهو:
يا عين ويحك بالدمع جودي ... فإن الحبيب ثوى بالجود
قال ابن عربي: فانتبهت من النوم، وكانت الجماعة عندي، فذكرت لهم ذلك ففرحوا به، ثم أصبحنا، فكان من الطلب لي، وأخذ بعض أصحابي بعد الظهر، ما ذكره في المنام من العلامة. وذلك سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
قال ابن عربي: وكنت سألته في المنام عن مجيئه، فقال: حيث أشرف على جسدي ثم أعود إلى البرزخ.