قال أبو معشر «١» :" هو أول من تكلم في الأشياء العلوية من الحركات النجومية، وأن جده كيومرث- وهو آدم- علّمه ساعات الليل والنهار. وهو أول من بنى الهياكل ومجّد الله فيها، وأول من نظر في الطب، وتكلّم فيه. وأنه ألف لأهل زمانه كتبا كثيرة بأشعار موزونة، وقواف معلومة، [بلغة أهل زمانه في معرفة] الأشياء الأرضية والعلوية. وهو أول من أنذر بالطوفان، ورأى أن آفة سماوية تلحق الأرض من الماء والنار.
وكان مسكنه صعيد مصر، [تخير ذلك] ؛ فبنى هنالك الأهرام، ومدائن التراب، وخاف ذهاب العلم بالطوفان، فبنى البرابي «٢» ، وهو الجبل المعروف