للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابضة أن تثب وتشتد، ولهم عبر ما خلوا من الثدي ويحتلب، ثم إزالتهم الأيام، وأزاحتهم، لتمتد ستور الظلام.

وكان من دخول الملك الظاهر أبي الفتح بيبرس البندقداري [١] (المخطوط ص ١٣٩) الصالحي، إلى قيسارية، ما هو مشهور، وكسر عليها طائفة من رؤوس التتار، ثم عاد، ولم يقر له بها قرار، بعد أن جلس على تخت آل سلجوق، ولبس التاج، وضرب باسمه الدينار والدرهم واستبشرت به أهل تلك الدار، لكنه خاف عاقبة لموافقة طالع الوقت لنجم سعدهم ورجم ضدهم، ولم يكن قد آن لجمرتهم أن يخمد لهبها، ولا لجدول سيوفهم أن يجمد عليها قربها، فاستمرت أيدي المغل عليها، واضمحل ملك آل سلجوق حتى سقط في «١» يديها، فغلبت طوائف الأتراك هنالك على كثير من تلك الممالك؟ إلا بقية «٢» حفظت المغل من مطالع أفقها، وأمسكت آخر رمقها، ودارت طوائف الأتراك ملوك المغل على ما غلبت عليه، وبقى منهم من يدخل في طاعتهم على أنه يسلم إليهم، ولا يخرج شيء من يديه، واستمرت أحوالهم معهم من الطاعة والعصيان والتذكار والنسيان حتى تمادت المدد، وخر رواق الدولة الجنكيز خانية أو وهي منه بعض العمد، فحينئذ ثبتت أقدامهم، وثبتت في مغارس الاستمرار أيامهم.

ومنذ غلبوا على الروم، كاتبوا ملوك مصر [٢] ، واتخذوهم ظهرا، وعدوهم


[١] الظاهر بيبرس: ولد ببلاد القبجاق سنة ٦٢٥ هـ تقريبا، وأسر وبيع وحمل إلى القاهرة، كان من المماليك البحرية، تسلم السلطنة بعد السلطان قطز سنة ٦٥٨ هـ تصدى للتتار والفرنجة توفي سنة ٦٧٦ هـ (انظر:
فوات الوفيات ١/٢٣٥) .
[٢] يقصد مكاتبات بركة خان إلى الظاهر بيبرس والتي بدأت سنة ١٢٦٢ م. (٣٨٦.D'ohsson.IIIP ,Histoire Des Monqols

<<  <  ج: ص:  >  >>