للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفوس في الأبدان، والشموس في البلدان، ولم يزل حتى اطلع بعلم، واضطلع من كل مهم، فاستعطفت الأجسام أرواحها، واستكفت المنايا رماحها، فأضحت به الصحة مضمونة، والسلامة محققة وكانت مظنونة، اللهم إلا ما آن لبقية أنظرت، وآجال بها علمت نفس ما أحضرت، وتلك العقرب التي لا يتوقى لها دبيب، والداء الذي أعيا دواؤه كل طبيب.

قال ابن أبي أصيبعة:" هو أبو سليمان محمد بن طاهر بن بهرام المنطقي. كان متقنا للعلوم الحكمية، مطّلعا على دقائقها. واجتمع بيحيى بن عدي «١» ، وأخذ عنه وكان له نظر في الأدب، وشعر، ومنه قوله «٢» : [الكامل]

لا تحسدن على تظاهر نعمة ... شخصا تبيت له المنون بمرصد

أو ليس بعد بلوغه آماله ... يفضي إلى عدم كأن لم يوجد؟

لو كنت أحسد ما تجاوز خاطري ... حسد النجوم على بقاء مرصد

وقوله: [الكامل]

الجوع يدفع بالرغيف اليابس ... فعلام أكثر حسرتي ووساوسي

والموت أنصف، حين ساوى حكمه ... بين الخليفة والفقير البائس

قوله: [الخفيف]

لذة العيش في بهيمية اللذة ... لا ما يقوله الفلسفي

حكم كاس المنون أن يتساوى ... في حساها الغبي والألمعي «٣»

ويحل البليد تحت ثرى الأر ... ض كما حل تحتها اللوذعي «٤»

<<  <  ج: ص:  >  >>