ثم ترك الشيخ تلك الأجزاء بين يديه، وأخذ الكاغد فكان ينظر في كل مسألة ويكتب شرحها، وكان يكتب في كل يومين خمسين ورقة، حتى أتى على جميع الطبيعيات والإلهيات، ما خلا كتابي:" الحيوان، و" النبات" «١» .
وابتدأ بالمنطق، فكتب منه جزءا، ثم اتهمه تاج الملك بمكاتبته علاء الدولة فأنكر عليه ذلك، وحثّ في طلبه، فدلّ عليه بعض أعدائه، فأخذوه، وأدوه إلى قلعة يقال لها:" فردجان" «٢» .
وأنشد هناك قصيدة، منها:[الوافر]
دخولي باليقين كما تراه ... وكلّ الشّكّ في أمر الخروج «٣»
وبقي فيها أربعة أشهر، ثم قصد علاء الدولة همذان فأخذها، وانهزم تاج الملك، ومرّ إلى تلك القلعة بعينها.
ثم رجع علاء الدولة عن همذان، وعاد تاج الملك وابن شمس الدولة إلى همذان، ونزل في دار العلوي، واشتغل هناك بتصنيف" المنطق" من كتاب:" الشفاء".
وكان قد صنف بالقلعة كتاب:" الهدايات" «٤» ، ورسالة" حي بن يقظان"، وكتاب" القولنج".
وأما الأدوية القلبية؛ فإنه صنفها أول وروده إلى همذان، وكان قد تقضى