وحدثني محيي الدين قاضي مرند «١» قال: كان الشيخ فخر الدين بمرند أقام بالمدرسة التي كان أبي مدرّسها، وكان يشتغل عنده بالفقه، ثم اشتغل بعد ذلك لنفسه بالعلوم الحكمية، وتميّز حتى لم يكن أحد يضاهيه، واجتمعت به أيضا بهمدان [وهراة]«٢» ، واشتغلت عليه.
قال: وكان لمجلسه جلالة عظيمة، وكان يتعاظم حتى على الملوك، وكان إذا جلس للتدريس يكون قريبا منه جماعة من تلاميذه الكبار، مثل: زين الدين الكشي، والقطب [المصري]«٣» ، وشهاب الدين النيسابوري، ثم يليهم بقية التلامذة، وسائر الخلق على قدر مراتبهم، فكان من يتكلم في شيء من العلوم يباحثونه أولئك التلامذة الكبار، فإن جرى بحث مشكل أو معنى غريب شاركهم الشيخ فيما هم فيه، ويتكلم في ذلك المعنى بما يفوق الوصف «٤» وحدّثني شمس الدين محمد الوتار الموصلي قال: كنت في بلد هراة «٥» في سنة ست وستمائة، وقد كان قصدها فخر الدين ابن الخطيب من بلد" باميان"«٦» وهو في أبّهة عظيمة، وحشم كبير، فلما ورد إليها تلقّاه السلطان