للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاجة، ورجوع النوبة إليك إما لاستخراج حق، أو اجتلاب مودّة، أو تنبيه على فضيلة. وإياك والضحك مع كلامك، كثرة الكلام وتبتيره «١» ، بل اجمع كلامك سردا بسكون ووقار، بحيث يستشعر منك أن وراءه أكثر منه، وأنه عن خميرة سابقة «٢» ، ونظر متقدم".

وقال:" وإياك والغلظة في الخطاب، والجفاء في المناظرة، فإن ذلك يذهب ببهجة الكلام، ويسقط فائدته، ويعدم حلاوته، ويجلب الضغائن، ويمحق المودّات، ويصيّر القائل مستثقلا، سكوته أشهى إلى السامع من كلامه، ويثير النفوس على معاندته، ويبسط الألسن بمخاشنته، وإذهاب حرمته".

وقال:" لا تترفّع بحيث تستثقل، ولا تتنازل بحيث تستخسّ وتستحقر".

ومن دعائه- رحمه الله تعالى- قال:" اللهم! أعذنا من شموس الطبيعة «٣» ، وجموح النفس الرديئة «٤» ، وأسلس لنا مقاد التوفيق، وخذ بنا في سواء الطريق، يا هادي العمي!، يا مرشد الضّلّال!، يا محيي القلوب الميتة بالإيمان!، يا منير ظلمة الضلالة بنور الإيقان!، خذ بأيدينا من مهواة الهلكة، ونجّنا من ردغة «٥» الطبيعة، وطهّرنا من درن الدنيا «٦» الدنية بالإخلاص لك والتقوى، إنك مالك الآخرة والدنيا".

<<  <  ج: ص:  >  >>