فاخلعوا الأنفس عن أجسادها ... لتروا للحق حقا بيّنا
لا ترعكم سكرة الموت فما ... هي إلا انتقال من هنا
قلت: حدثني شيخنا أبو الثناء الكاتب الحلبي- رحمه الله تعالى- عن أشياخه: أن الشهاب السهروردي كان لا يقرّ للملك الظاهر بمعرفة السيمياء»
، وينكر ذلك، وكان الملك الظاهر لا يشك في أنه يعرف ذلك، ويحب أن يراه، وكان لا يزال يقول له عن ذلك وهو ينكره، ويجحد.
فلما كان ذات يوم قال له: بالله يا مولانا! أرني شيئا من السيمياء.
فقال له: بسم الله- وكان الملك الظاهر واقفا على بركة يريد أن يغتسل فيها- ثم إن الملك الظاهر نزل فغطس، ثم طلع ومملوكه واقف بيده منشفة، فلما خرج ناوله المنشفة، فتنشّف ثم قال: أين أنا؟.