للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا عصفور وهذا قفصي ... طرت عنه فتخلى رهنا

وأنا اليوم أناجي ملأ ... وأرى الله عيانا بهنا «١»

فاخلعوا الأنفس عن أجسادها ... لتروا للحق حقا بيّنا

لا ترعكم سكرة الموت فما ... هي إلا انتقال من هنا

قلت: حدثني شيخنا أبو الثناء الكاتب الحلبي- رحمه الله تعالى- عن أشياخه: أن الشهاب السهروردي كان لا يقرّ للملك الظاهر بمعرفة السيمياء»

، وينكر ذلك، وكان الملك الظاهر لا يشك في أنه يعرف ذلك، ويحب أن يراه، وكان لا يزال يقول له عن ذلك وهو ينكره، ويجحد.

فلما كان ذات يوم قال له: بالله يا مولانا! أرني شيئا من السيمياء.

فقال له: بسم الله- وكان الملك الظاهر واقفا على بركة يريد أن يغتسل فيها- ثم إن الملك الظاهر نزل فغطس، ثم طلع ومملوكه واقف بيده منشفة، فلما خرج ناوله المنشفة، فتنشّف ثم قال: أين أنا؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>