وأقام الشيخ سنين بدمشق، كأنما هو مرفوع على الرءوس لإفراط التعظيم والإجلال. ثم لما طلب الخطيب إلى مصر، وولي القضاء بها، كان لا يزال يتشوق ويتشوف «١» إلى مقدمه عليه ومقامه بمصر. فلما طلبني السلطان شركته في ذلك، وزدت عليه، واتّصل خبره بالسلطان، وطلبه، وأقبل عليه، وأكرم وأدنى منه مجلسه، وبسطه، وأنسه، وأمره بالمقام بحضرته، فأقام وأجرى عليه مرتّبا، وأبقى عليه معلوم التصدير «٢» بدمشق، مع الإقامة بمصر للإشغال بها.
ثم كنت يوما أنا وقاضي القضاة الخطيب القزويني عند السلطان بالدركاه «٣» داخل باب مسجد رديني «٤» بالآدر السلطانية، في عقد عقد لبعض الحرم، فأجرى ذكر الشيخ الأصفهاني وكانت المدرسة المعزّيّة «٥» بمصر المعروفة بمنازل العز قد شغرت، فولّاها له، ثم بنى الأمير قوصون «٦» له الخانقاه «٧» التي