وقال ابن الإمام «١» :" كان ذا ثقابة الذهن، ولطف الغوص على تلك المعاني الشريفة الدقيقة أعجوبة دهره، ونادرة الفلك في زمانه".
" وكان من أجلّ نظّار وقته، ثم أضرب عن النظر ظاهرا لما لحقه من المطالبات في دمه بسببه، وأقبل على العلوم الشرعية، فرأس فيها وزاحم، لكنه لم يلح عليه ضياء هذه المعارف، ويشبه أنه لم يكن بعد أبي نصر الفارابي مثله في الفنون التي تكلم عليها من تلك العلوم، فإذا قرنت أقاويله فيها بأقاويل ابن سينا والغزالي- وهما اللذان فتح عليها بعد أبي نصر بالمشرق في فهم تلك العلوم، ودوّنا فيها، بان لك الرجحان في أقاويله، وحسن فهمه، والثلاثة أئمة دون ريب".
وأنشد له الفتح في" القلائد"«٢» قوله: [البسيط]
يا شائقي حيث لا أسطيع أدركه ... ولا أقول غدا أغدو فألقاه
أما النهار: فليلي ضمّ شملته ... على الصباح فأولاه كأخراه
أغرّ نفسي بآمال مزخرفة ... منها لقاؤك، والأيام تأباه
وقوله «٣» : [الكامل]
خفّض عليك فما الزمان وريبه ... شيء يدوم ولا الحياة تدوم
واذهب بنفس لم تضع لتحلّها ... حيث احتللت بها وأنت عليم
يا صاحبي لفظا ومعنى خلته ... من قبل حتى بيّن التقسيم
دع عنك من معنى الإخاء ثقيله ... وانبذ بذاك العبء وهو ذميم