بقبره. وكان يسرج «١» عليه كل يوم وليلة ألف قنديل، وكان الملوك من نسله، وتدّعي له النبوة، وكان أولاده عالمين بالطب.
وقال أبو الوفاء [المبشر] بن فاتك «٢» : إن اسقليبيوس كان تلميذ هرمس، ويزعم أن هرمس هو إدريس عليه السلام. وقيل: بل كان اسقليبيوس تلميذ أعاثاديمون المصري «٣» ، ومعنى اسمه: السعيد الجد، ويزعم أنه أحد أنبياء اليونانيين. ويقال: إن اسقليبيوس هو البادئ بصناعة الطب في اليونان، وعلما بنيه، وحظر عليهم أن يعلّموها الغرباء.
وقد خالف أبو معشر أهل هذا القول، وقال: إنه لم يكن بالمتأله الأول في صناعة الطب، ولا المبتدئ بها، بل إنه عن غيره أخذ، ولمنهج من قبله سلك.
وكان يعلّم الطب مشافهة، فلما تضعضع الأمر على أبقراط، وقلّ أهل بيته، لم يأمن أن تتعرض الصناعة، فابتدأ في تأليف الكتب على جهة الإيجاز.
ومن كلامه:
قوله:" من عرف الأيام لم يمهل الاستعداد".
وقوله:" [كم من دهر ذممتموه، فلما صرتم إلى غيره حمدتموه، وكم من أمر أبغضت أوائله وبكي عند أواخره عليه".
وقوله:" المتعبّد بغير معرفة كحمار الطاحون يدور ولا يبرح [ولا يدري ما هو فاعل] .