ابن سناء الملك «١» في موشحته البديعة: متّعت بالعلم فلم تحس فوتا، ونفعت بطبّها الأحياء، وكادت تنعش الموتى، ما عرفها إلا من شكر، ولا أنصفها من قاسها من الحكماء برجل ولا الصارم الذكر.
قال ابن أبي أصيبعة «٢» :" كانت عارفة بالأعمال الطبية، خبيرة بالعلاج ومداواة آلام العين والجراحات، مشهورة بين العرب بذلك".
قال أبو الفرج الأصفهاني في كتاب" الأغاني" الكبير، قال:" أخبرنا [محمد بن خلف المرزبان قال: حدثني حمّاد بن إسحاق عن أبيه، عن جده، قال: أتيت امرأة من بني أود لتكحلني من رمد كان أصابني، فكحّلتني ثم قالت لي:
اضطجع قليلا حتى يذوب الدواء في عينيك، فاضطجعت، ثم تمثّلت قول الشاعر: [الطويل]
أمخترمي ريب المنون ولم أزر ... طبيب بني أود على النأي زينبا «٣»
فضحكت ثم قالت: أتدري فيمن قيل هذا الشعر؟. قلت: لا. قالت: فيّ- والله- قيل. أنا زينب التي عناها، وأنا طبيبة بني أود، أفتدري من الشاعر؟.