الجرّاح، عن أبيه أن المتوكل قال يوما لبختيشوع: ادعني.
فقال: السمع والطاعة.
فقال: أريد أن يكون ذلك غدا.
قال: نعم وكرامة. وكان الوقت صائفا، وحرّه شديد.
فقال بختيشوع لأنسابه وأصحابه:" أمرنا كله مستقيم إلا الخيش «١» ، فإنه ليس لنا منه ما يكفي!.
فأحضر وكلاءه وأمرهم بابتياع كل ما يوجد من الخيش ب" سرّ من رأى"، ففعلوا ذلك وأحضروا كل من وجدوه من النجّادين «٢» ، والصّنّاع، فقطع لداره كلها صحونها وحجرها، ومجالسها، وبيوتها، ومستراحاتها خيشا حتى لا يجتاز الخليفة في موضع غير مخيّش!، وأنه فكر في روائحه التي لا تزول إلا بعد استعماله مدة، فأمر بابتياع كل ما يقد عليه بسر من رأى من البطيخ، وأحضر حشمه وغلمانه، وأجلسهم يدلكون الخيش بذلك البطيخ ليلتهم كلها، وأصبح وقد انقطعت روائحه، فتقدم إلى فرّاشيه فعلقوا جميعه في المواضع المذكورة، وأمر طبّاخيه بأن يعملوا خمسة آلاف جونة «٣» ، في كل جونة باب خيز سميد، ودست رقاق وزن الجميع عشرون رطلا، وحمل مشوي، وجدي بارد، وفائقة،