للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الكسروي «١» : كان أبو نواس يعشق جارية لامرأة من ثقيف تسكن موضعا يعرف بحكمان، من أرض البصرة، يقال لها" جيّان". وكان أبو عثمان وأبو أمية الثقفيان من أقارب مولاتها، فكان أبو نواس يخرج كل يوم من البصرة يتلقّى من يرد من ناحية" حكمان" يسألهم عن أخبار" جيان" قال: فخرج يوما وخرجت معه، فكان أول قادم عليه ماسرجويه، فقال له أبو نواس: كيف خلّفت أبا عثمان وأبا أمية؟.

فقال له ماسرجويه: جيان صالحة الحال كما تحب!. فقال: [الخفيف]

أسأل القادمين من حكمان ... كيف خلّفتم أبا عثمان؟

وأبا أمية المهذّب والمأ ... مول والمرتجى لريب الزمان

فيقولون لي: جنان كما ... سرّك في حالها، فسل عن جنان

ما لهم؟ لا يبارك الله فيهم! ... كيف لم يغن عنهم كتماني؟

وقال:" كنت جالسا عند ماسرجويه إذ أتاه رجل فقال: إني بليت بمرض عظيم أصبح وبصري عليّ مظلم، وأنا أجد مثل لحس الكلاب في معدتي. ولا أزال هكذا حتى آكل، فإذا أكلت سكن عني ما أجد إلى وقت الظهر، ثم يعاودني ما كنت فيه، فإذا عاودت الأكل سكن ما بي إلى وقت العشاء، ثم يعاودني ما كنت فيه حتى آكل!.

فقال له ماسرجويه:" على هذا المرض غضب الله، فإنه أساء لنفسه الاختيار، إذ لم يكن إلا لسفلة مثلك!. ووددت لو ابتليت أنا وبنيّ به عوضك، ولو أنه بنصف ما أملك!.

<<  <  ج: ص:  >  >>