قال يوسف: وشكا إليه رجل بحضرتي" جريا"«١» قد أضرّ به. فأمره بفصد الاكحل من يده اليسرى، فأخبره أنه قد فعل. فأمره بشرب المطبوخ. فقال: قد فعلت. فأمره بشرب الأصطمخيقون. فأعلمه أنه قد فعل!. فأمره بشرب ماء الجبن أسبوعا، وشرب مخيض البقر أسبوعين. فأعلمه أنه قد فعل!.
فقال له: إنه لم يبق شيء مما أمر به المتطبّبون إلا وقد ذكرت أنك قد عملته، وقد بقي شيء لم يذكره بقراط ولا جالينوس، وقد رأيناه يعلم على التجربة كثيرا، فاستعمله؛ فإني أرجو أن ينجح علاجك إن شاء الله. فسأله ما هو؟.
فقال: ابتع زوجي قراطيس، وقطعهما رقاعا صغارا، واكتب في كل رقعة:" رحم الله من دعا لمبتلى بالعافية" وألق نصفها في المسجد الشرقي بمدينة السلام، والنصف الآخر في المسجد الغربي، وفرقها في المجالس يوم الجمعة؛ فإني أرجو أن ينفعك الله بالدعاء إذ لم ينفعك العلاج.!
قال يوسف: وصار إليه- وأنا حاضر- قسّيس الكنيسة التي يتقرّب فيها يوحنّا، وقال له: فسدت عليّ معدتي!.
فقال له: استعمل جوارشن الخوزبي. فقال: قد فعلت. فقال: استعمل الكمّوني. قال: قد أكلت منه أرطالا. فأمره باستعمال المقداذيقون. فقال: قد شربت منه جرّة. فقال: فاستعمل المروسيا. فقال: قد فعلت، وأكثرت. فغضب وقال له: إن أردت أن تبرأ فأسلم فإن الإسلام يصلح المعدة!.
قال يوسف: واشتدّت على يوحنّا علّة كان فيها حتى يئس منه أهله. ومن عادة النصارى إحضار من يئس منه أهله جماعة من الرهبان والقسّيسين «٢» ،