ثم خرج متنكّرا لا يعرف من الأعياص عيصه «١» ، ولا من أي المصايد قنيصه «٢» ، حتى أجلّه من كان لا يجلّه، وقلّ لديه من كان يستقله.
ذكره يوسف بن إبراهيم «٣» في سبب ظهوره ما مختصره:" أن حنين العبادي كان يقرأ على ابن ماسويه، ورهط ابن ماسويه من أهل" جندي سابور" ويكرهون أهل الحيرة، فكره ذات يوم من العبادي كثرة سؤاله، فطرده، وقال له:
شأنك أن تكون صيرفيّا!.
فخرج من عنده، وآلى أن يتعلم لغة يونان كأحسن ما يكون. فجمعني به مجلس فإذا بإنسان له شعرة قد جلّلته، وقد ستر وجهه عني ببعضها، وطفق ينشد شعرا بالرومية، ل" أميروس" رئيس شعراء الروم، فعرفته بنغمته، وكان عهدي به بعيدا، فاستكتمني حاله، وسألني الستر عليه، فبقيت أكثر من ثلاث سنين أو أربعا لم أره، ثم إني دخلت على ابن بختيشوع وقد انحدر من معسكر المأمون، فوجدته عنده، وقد ترجم له أقساما قسمها بعض الروم في كتاب من