طبيب عرّف به علمه، وفرّع كل علاج لم يحظ فيه حكمه، طالما أبرات العلل هذه المسيحية بمسحها، وأبدلت ببياض ثوب العافية سواد مسحها، واحتاج إليه كل متطبّب، وكان طبه الباعث للصحّة أو المسبّب.
قال ابن أبي أصيبعة «١» :" من المتميزين في صناعة الطب، والأفاضل من أهلها، والأعيان من أربابها.
ومرض الناصر لدين الله «٢» بالرّمل، وعرضت له في المثانة حصاة كبيرة، مفرطة في الكبر، واشتدّ به الألم، وطال المرض، وضجر من العلاج، فأشير عليه بأن يشق المثانة لإخراج الحصاة، فسأل عن جرائحي حاذق؟ فقيل له: ابن عكاشة؛ فأحضر، وشاهد العضو العليل، وأمره ببطّه «٣» فقال: أحتاج أن أشاور مشايخ الأطبّاء في هذا.
فقال له: فمن تعرف من صالحيهم؟.
قال: أبو نصر المسيحي، فإنه ليس في البلاد بأسرها من يماثله. فطلبه، فلما حضر قال له: اجلس. فجلس ساعة ولم يكلّمه، [ولم يأمره بشيء حتى سكن روعه] .
ثم قال له الناصر: يا أبا نصر! مثّل نفسك أنك دخلت إلى البيمارستان وأنت تباشر به مريضا قد ورد من بعض الضياع، وأريد أن تباشر مداواتي، وتعالجني من هذا المرض كما تفعل بمن هذه صفته.