هماما، وكان كثيرا ما يهيج للمباهلة، ويهاجى ولا يخاف، ونسبه من باهلة.
أتى دمشق فرتع في جنانها، وغاص في غياض أفنانها، وبات قري جفونها المراض وجفانها، وآب إلى أندية سيادتها، فأناخ في ذلك الذرى واستطاب المناخ والقرا.
قال ابن أبي أصيبعة:" كان فاضلا في الحكمة والطب، معتنيا بالأدب، كثير المجون، محبا للشراب، فإذا طرب خرج في بابة «١» الخيال، وكان يضرب بالعود، وله مدائح في أبق «٢» ، وبني الصوفي، وكان يهاجي الشعراء، وفي هجائه يقول عرقلة «٣» : [السريع]
لنا طبيب شاعر أشتر «٤» ... أراحنا من شخصه الله
ما عاد في صبحة يوم فتى ... إلا وفي باقيه رثاه
ومن شعره قوله [الوافر]
ألا يا من لصبّ مستهمام ... معنّى لا يفيق من الغرام
وكيف يفيق محزون كئيب ... أضرّ بجسمه طول السقام؟!
وقوله:[المنسرح]
ويح المحبّين ليت لا خلقوا ... ما برحوا في العذاب مذ عشقوا