رقيقة يد طولى في الكحل والجراح، وعمل الحديد، وداوى أمراض العين، وقدح الماء النازل، وأنجب عمله، وكان المقدح الذي له مجوّفا، وله عطفة ليتمكن وقت القدح من امتصاص الماء، ويكون العلاج به أبلغ.
واشتغل بعلم النجوم، ونظر في حيل بني موسى، وعمل فيها أشياء مستظرفة.
ولد الحانوي «١» سنة أربع وستين وخمس مائة، وعالج صاحبها الأرتقي «٢» من مرض في عينيه، فرأى سريعا، وكان إذ ذاك دون العشرين، فاستخدمه عنده. ثم خدم المنصور صاحب" حماه" مدة، ثم سافر إلى" خلاط"«٣» ، وكان صاحبها الأوحد أيوب ابن العادل «٤» ، فخدمه، وخدم صهره صلاح الدين ابن باغيسان «٥» ، وكان زوج ابنة الأوحد، وكانت بنت الأوحد محسنة إليه، ثم خدم بعده الأشرف ملكشاه أرمن، ثم أتى إليه إلى دمشق، فأكرمه، واستخدمه لحرم، وفي البيمارستان، ولم يزل بها إلى أن توفي سنة خمس وثلاثين وست مائة.
وله شعر منه:[الكامل]
يا ملبسي بالنطق ثوب كرامة ... ومكمّلي ودا به ومقوّمي
خذني إذا أجلي تناهى وانقضى ... عمري على خطّ إليك مقوم
فقد اجتويت ثواي ثم ومن يكن ... دار الغرور له محلا يسأم