قال: فأنت ترى الطبع كيف حمل هذا المعنى، كما تحمل الأرواح الأجسام، ولو وضع بين فسطاط المحرزين، وحمل على مذاهب المتعصبين، لرأيته أثقل من العذل، وأقتل من الجهل، لأن التصنع تكلّف، والتكلّف مغصوب مكره، غير أن القسم الآخر منقول بذاته من شعر ابن هانىء في وصف فرس.
ومن أبيات ابن أبي البوق:[الطويل]
فمت تسترح يا قلب إن كنت عاشقا ... فإنك فيها بالممات خليق
ومن لم يمت في إثر إلف مودع ... فليس له بالعاشقين لحوق
ومما أنشد له أيضا قوله «١» : [البسيط]
يحمّل المرهقين الطائعين له ... في منتهى الحط أو في منتهى الفتن
حتى إذا انكشفت عن عارض حسن ... سحب تصدى لها بالمنصل الخشن
أراه ضربا يريه أهله معه ... ويقدح النار بين الرأس والبدن
تركت أهلي وأوطاني لقصد فتى ... يداه أخصب من أهلي ومن وطني
عليّ «٢» الماجد الحرّ الجواد ومن ... في حزمه جمع الأشتات للحسن
ومن إذا استمطر العافون راحته ... سقتهم فوق سقي الوابل الهتن
ومن حوى رتبا لم يحوها بشر ... إلا الذي ولدوه معدن المنن
والفرع عن جده ينمي ومحتده ... والخير والشر مشروبان في اللبن
تجري النجابة طبعا في شمائله ... والمجد والبشر جري الماء في الغصن