ذكره ابن أبي أصيبعة وأثنى على فضله، وقال:" كان مغرما بصناعة الكيمياء والاجتماع بأهلها، وكتب بخطه كثيرا من الكتب التي صنفت فيها، وفي الطب والحكمة، وكانت له همة عالية في تحصيل الكتب وقراءتها، قال: ومن أعجب شيء منه أنه كان قد ملك ألوفا كثيرة من الكتب في كل فن، ولا يوجد شيء منها إلا وقد كتب على ظهره ملحا ونوادر مما يتعلق بالعلم الذي صنف ذلك الكتاب فيه، وقد رأيت كتبا كثيرة من كتب الطب وغيرها كانت له وعليها اسمه، وما منها شيء إلا وعليه تعاليق حسنة وفوائد متفرقة.
وأنشد من شعره قوله [المتقارب]
وقالوا الطبيعة مبدا الكيان ... فيا ليت شعري ماذا الطبيعه؟
أقادرة طبعت نفسها ... على ذاك أم ليس بالمستطيعه؟
وقوله [المتقارب]
وقالوا الطبيعة معلومنا ... ونحن نبيّن ما حدّها
ولم يعرفوا الآن ما قبلها ... فكيف يرومون ما بعدها؟!
ومنهم: أولاد أبي الحفائر وكلهم أفاضل أطباء، وأماثل ألبّاء، خدموا الملوك، وأحسنوا السلوك، ولا طفوا الأمزجة، وشارفوا في العلم أعلى درجه، لو استسقى بهم الحظ العليل لبرأ، أو سكن بهم عاصف الريح العقيم لما درأ.