للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا أشرب الرّاح إلا من يدي رشأ ... تقبيل راحته أشهى من الراح «١»

فضحك وقال: صدقت والله، ودعا بوصيفة تامة الحسن في زي غلام عليها أقبية «٢» ومنطقة، وقال لها: تولي سقي أبي محمد، فما زالت تسقيني حتى سكرت، ثم أمر بتوجيهها وكل ما لها في دارها الي، فحملت معي.

قال ابن المكي: تذاكرنا يوما عند [أبي] صنعة إسحاق، وقد كنا بالأمس عند المأمون فغناه إسحاق لحنا صنعه في [شعر] ابن ياسين: «٣» [مجزوء الخفيف]

الطّلول الدّوارس ... فارقتها الأوانس

أوحشت بعد أهلها ... فهي فقر بسابس

قال: فقال لي أبي: لو لم يكن من بدائع إسحاق غير هذا لكفاه (الطلول الدوارس) كلمتان قد غنى فيهما استهلالا وبسطا، وصاح وسجع ورجع النغمة، واستوفى في ذلك كله في كلمتين، وأتى بالباقي مثله، فمن شاء فليفعل مثل هذا أو فليقاربه، ثم قال إسحاق: والله والله ما في زماننا فوق ابن سريج والغريض ومعبد، ولو عاشوا حتى يروه لعرفوا فضله، واعترفوا له به.

قال صالح بن الرشيد: كنا يوما عند المأمون، ومعه جماعة من المغنين، فيهم إسحاق وعلويه ومخارق وعمرو بن بانة، فغنى مخارق صوتا من صنعة إسحاق، وهو: «٤» [الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>