إليها، وكانت أنفذ من السهام إلى أغراضها «١» وأطيب من زوال السقام لأمراضها، غلب معها المأمون وسرت إلى هواها سرى الأمون، وكانت لا تتحاشى، ولا ترى لها بغير أن تعاشر انتعاشا، وكانت ذات فنون ومحاسن كما في الظنون، وبديهة تتوقد، وميامن كأنها الفرقد.
ذكرها أبو الفرج الأصفهاني وقال، قال: دخل أبو عبيد الله الحسامي على المعتز، وعريب تغني فقال: يا بن هشام غن، فقلت: تبت من الغناء مذ قتل سيدي المتوكل، فقالت له عريب: قد والله أحسنت حيث تبت فإن غناءك كان لا متقنا ولا صحيحا ولا مطربا، فأضحكت أهل المجلس منه وخجل.
وكانت عريب مولدة في دار جعفر بن يحيى، وقيل إن أمها كانت تسمى فاطمة، وإن جعفرا تزوجها سرا وأسكنها دارا، ووكل بها من يحفظها، وكان يتردد إليها، فولدت عريبا في إحدى وثمانين ومئة، وعاشت ستا وسبعين [ص ٢٢٣] سنة.
قال: وماتت أم عريب في حياة جعفر بن يحيى، فدفعها إلى امرأة نصرانية وجعلها داية لها، فلما حدثت الحادثة بالبرامكة باعتها من شنين «٢» النخاس، فباعها من عبد الله بن إسماعيل المراكبي، ثم باعها فاشتراها المأمون بخمسين ألف درهم.
قال الفضل بن مروان: كنت إذا نظرت إلى قدمي عريب «٣» شبهتها بقدمي جعفر