للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال إسحاق: صنع أبي تسع مئة صوت، منها دينارية [ص ٢٣٥] ومنها درهمية، ومنها فلسية، فأما ثلاث مئة منها، فإنه تقدم الناس جميعا فيها، وأما ثلاث مئة فشاركوه وشاركهم، وأما ثلاث المئة الأخرى فلعب وطرب، [وأسقط] إسحاق بعد ذلك ثلاث المئة الأخيرة، وكان بعد ذلك إذا سئل عن صنعة [أبيه] قال ست مئة «١» صوت.

قال إسحاق: غنّي مخارق بين يدي الرشيد صوتا فأخطأ فيه، فقال له: أعد، فأعاده وكان الخطأ خفيا، فقلت للرشيد: سيدي قد أخطأ فيه، فقال لإبراهيم بن المهدي: ما تقول فيما ذكره إسحاق، قال: ليس الأمر كما قال، ولا هاهنا خطأ، فقلت له: أترضى بأبي؟ فقال: إي والله، وكان أبي في بقية علة، فأمر الرشيد بإحضاره فجيء به في محفة «٢» ، فقال لمخارق: أعد الصوت، فأعاده، فقال له: ما عندك يا إبراهيم في هذا الصوت، قال: قد أخطأ فيه، فقال: هكذا قال ابنك إسحاق، وذكر أخي إبراهيم أنه صحيح، فنظر إلي وقال: هاتوا دواة، فأتي بها، فكتب شيئا لم يقف عليه أحد، ثم قطعه ووضعه بين يدي الرشيد، وقال لي:

اكتب بذكر الوضع الفاسد من قسمة هذا الصوت، فكتبته وألقيته، فقرأه وضحك، وقام فقرأه بين يدي الرشيد، فعجب ولم يكن أحد في المجلس إلا قرّظ وأثنى ووصف، وخجل إبراهيم بن المهدي.

قال إسحاق: غنى أبي يوما بحضرة الرشيد هذا البيت: «٣» [الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>