كافة تعتقد فيه ما تعتقد، وترى أنه لا يتم تنصير نصراني حتى يوضع شيء من دهن البلسان في ماء العمودية «١» عند تغطيسه فيها.
فأما وجوه دخل هذه المملكة وخراجها وعساكرها وأجنادها وما أوى «٢» إليها من الأمم، وسكنها من أشتات الخلائق، وعرفت به سلاطينها من حسن السياسة وقدم «٣» الرئاسة فأمر لا يخفى له خبر، لا يغطى «٤» ضوءه على ذي بصر، وقد تقدم في مواضع من هذا الكتاب ويأتي في مواضع أخرى منه، ما يحقق ما قلناه، ولا يعتقد معتقد أو يظن ظان أنى قلت في هذا بغرض لكوني من أهل هذه البلاد وتحت ظل ملوكها، وربيب أنا وآبائي في نعم سلاطينها «٥» ، فمعاذ الله أن أقول إلا الحق أو أسطر عني «٦» غير الصحيح، لا سيما فيما يحدث به جيل بعد جيل بل لهذا اختصرت في القول.
ومعاملتها الدراهم، ثلثاها فضة، والثلث نحاس، والدرهم ثمانية عشر خروب، الخروبة ثلاث قمحات، والمثقال أربعة وعشرون خروبة، والدرهم منها قيمته أربعة وعشرون فلسا، والدينار الجيشي مسمى عنه ثلاثة عشر درهما وثلث درهم من العادة عنه مسمى أربعون درهما سوداء الدرهم منها ثلث درهم مما ذكر، ولا يوجد بالديار المصرية من الدراهم السود إلا المسميات لا الأعيان.
فأما بالاسكندرية فإنها توجد بها وهي كل اثنين «٧» بدرهم وأما الكيل فيختلف، فبمصر الأردب، وهو ست ويبات [١]«٨» أربعة أرباع، الربع أربعة
[١] الإسكندرية: الثغر المحروس والقطر المأنوس العجيبة الشأن، الأصيلة البنيان، بها ما شئت من تحسين وتحصين لها أربعة أبواب وبها المنار وعمود السواري (رحلة ابن بطوطة ٢١- ٢٢) (انظر: مراصد الاطلاع ١/٧٦) .