للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسد، وملاين صعاب تلك العريكة، ومجالس تلك الصمصامية على الأريكة، وكان ممن أجاد في الغناء، وجاء في ألحانه بقطع الروضة الغناء، وكان لا يغني إلا للمعتضد [ص ٢٦٣] منفردا، ولا يسمع منه صوت إلا كالماء مطردا، ولم تنقل أصواته إلا من دفتر كان له دوّن فيه غناءه، وعرف به من بعده اعتناءه: «١» [الطويل]

لعمرك إني في الحياة لزاهد ... وفي العيش مالم ألق أم حكيم

من الخفرات البيض لم أر مثلها ... شفاء لذي بث ولا لسقيم

ولو شهدتنا يوم دولاب أبصرت ... طعان فتى في الحرب غير ذميم

والشعر لقطري بن الفجاءة، وروي لعمرو القنا، وروي لحبيب بن سهم، وقيل: بل لعبدة بن هلال اليشكري، ودولاب اسم قرية من أعمال الأهواز كانت بها حرب الأزارقة وابن عنبس بن كريز أيام ابن الزبير، والغناء فيه ثقيل أوّل مزموم، وذكره ابن خرداذبة ونسب صنعته إلى المعتضد، وقد نسب إليه عدة أصوات كثيرة، منها في شعر عمر بن أبي ربيعة: «٢» [الطويل]

رأت رجلا أمّا إذا الشمس عارضت ... فيضحى وأما بالعشي فيخصر

أخا سفر جواب أرض تقاذفت ... به فلوات فهو أشعث أغبر

قليل على ظهر المطية ظله ... سوى ما نفى عنه الرداء المحبر

وكان الأصمعي يقول: كان جرير إذا أنشد شعر عمر بن أبي ربيعة قال: هذا شعر تهامي إذا أنجد وجد البرد، حتى سمع قوله هذا فقال: ما زال هذا القرشي يهذي حتى قال الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>