للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرطل بدرهم ونصف «١» ، ومنها يجلب السكر على اختلاف أنواعه إلى كثير من البلاد، وقد نسى بها ما كان يذكر من سكر الأهواز.

وبها الكتان المعدوم المثل المنقول «٢» ، ومما يعمل من قماشه إلى أقطار البلاد، ولقد أراني خواجا جمال الدين (المخطوط ص ٢٠٣) يوسف الماحوزي [١] مقاطع شربا «٣» أبيض من الصنف الممرش، استعملها بالاسكندرية على أنه يقدمها للسلطان أبي سعيد كأنها جناح الزنبور. لا أظن أنه يعاد لها في الدنيا قماش، قال: أنه استعملها [٢] ، يقوم «٤» كل مقطع منها (ساذجا) «٥» بسبعمائة درهم ورقا، ويقوم طرزه وهو ساذج (بمثل ذلك) «٦» ، فيقول جملة المقطع الواحد بألف وأربعمائة درهم ورقا عنها سبعمائة درهم نقرة [٣] ليس فيه إلا الكتان.

وبها قليل من الحرير في طرز على أنه لا يكون غالب الطرز إلا من الكتان، فإن الأبيض فيه لا يكون من الحرير أبدا، ومنه تكون الكتابة وهي حلى الطراز، وقال لي إن الكتان لا يباع الدرهم منه، وأما ما يدخل في الطرز فيباع بنظير وزنه مرات عدة.

قلت: وهذا الشّرب هو الذي تفوق به الاسكندرية البلاد أكثر مما يعمل فيها من القماش على اختلاف أجناسه وأنواعه.


[١] الشيخ جمال الدين الحويزائي ذكره ابن بطوطة ضمن علماء مصر وأعيانها (رحلة ابن بطوطة ٣٨) .
[٢] صنعها.
[٣] الفضة.

<<  <  ج: ص:  >  >>