البناء، وكان ابن المعتز يقدمها ويثقف قناتها ويقومها، ولا يبخل باستدعائها واستئمانها على خفايا السر واسترعائها.
قال ابن المعتز: كانت خزامى جارية الطيط (الضبط) تألفني وتنادمني وأنا حدث، ثم تابت من النبيذ، وكانت مغنية حسنة الغناء، شاعرة ظريفة نظيفة، فراسلتها مرارا أستدعيها فتأخرت، فكتبت إليها وأهديت لها وردا:«١»[الطويل]
رأيتك قد أظهرت زهدا وتوبة ... فقد سمجت من بعد توبتك الخمر
فأهديت وردا كي يذكّر ريحه ... لمن لم يمتعنا ببهجتها الدّهر
فأجابتني تقول:«٢»[ص ٣٠٦]
أتاني قريض يا أميري محبّر ... حكى لي نظم الدّر فصّل بالشّذر
أأنكرت يا بن الأكرمين بأنّني ... وقد أفصحت لي ألسن الدّهر بالزّجر
وآذنني شرخ الشّباب ببينه ... فياليت شعري بعد ذلك ما عذري