حصان لا المريب لها خدين ... ولا تفشي الحديث ولا ترود
ونحسد أن نزوركم ونرضى ... بدون البذل لو رضي الحسود
فلا بخل فيوئس منك بخل ... ولا جود فينفع منك جود
شكونا ما علمت فما أويتم ... وبا عدنا فما نفع الصدود
هوى بتهامة وهوى بنجد ... فلبّتني التهائم والنجود
والشعر لجرير، والغناء فيه.
وحكي أن بعض جواريه سألته في الخروج إلى بعض متنزهات قرطبة «١» النائية، فأذن لها على كره منه لفراقها، ثم قال: والله لا تذهبين حتى أراك عندي الليلة كلها، ثم أحضر جواريه الغناء، وقضى معها ليلة متلألئة السناء، فلما صدح الصباح وفتح النهار بابا كان في الليل مرتجا، أزمعت الجارية على الخروج، وقد قدمت المراكيب، وجاء الصبح بموعده القريب، أخذ الحكم كالأفكل «٢» وعلاه النحيب، ثم أنشد متمثلا، قول ذي الرمة:
أفي الدّار تبكي أن تحمّل أهلها ... وأنت امرؤ قد حكّمتك العشائر
وجعل يردد هذا البيت، وقال لجواريه: أيّتكنّ سبقت إلى عمل لحن في هذا البيت وما يضمّ إليه، فلها حكمها، فابتدرت مهجة وغنّت، ثم سوّغها الحكم ما تمنّت، والصوت:«٣»[الطويل]