باتت تشب وبتنا الليل نرقبها ... تعنى قلوب بها مرضى وأبصار
فما أبالي إذا أمسيت جارتنا ... مقيمة ما أقام الناس أم ساروا «١»
يا أيها اللائمي فيها لأصرمها ... كثرت لو كان يغني عنك إكثار
فاقصد فلست مطاعا إن وشيت بها ... لا القلب سال ولا في حبها عار
والشعر للأحوص بن محمد الأنصاري، والغناء فيه ثاني الرمل، وهذه القطعة فيها أبيات مختارة، منها:«٢»
جود مبتلة نضح العبير بها ... كأنها روضة ميثاء محبار
لو دب حولي ذر تحت مدرعها ... أضحى بها من دبيب الذر آثار
كأن خمر مدام طعم ريقتها ... مما ينير خلايا النحل مشتار «٣»
ومنها في المديح:«٤»
لولا يزيد وتأميلي خلافته ... لقلت ذا من زمان الناس إدبار
إني أرى زمنا للمرجفين به ... عزّ وفيه لأهل الدين إصرار
أغر لو قام في ظلماء داجية ... وهنا لحان لداجي الليل إسفار
إن ينسبوا فهو إن عدوا لأربعة ... خلائف كلهم للدين أنصار
وحضر مرة مجلس الحكم وقد قعد مقعد الخلافة، وقد أتي بكتب جاءت بها التجار من بلاد المشرق، وقد حملت رياضتها إلى نوئه المغدق، فرمى بطرفه ديوانا منه قد ضمّن شعر المقلين الثلاثة الذي فضّلوا في الجاهلية، ومنهم المسيب بن