للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد أرى بك والجديد إلى بلى ... موت الهوى وشفاء عين المجتلي

ولقد أرى بك والمطي خواضع ... وكأنهن قطا فلاة مجفل

يا أم ناجية السلام عليكم ... قبل الرواح وقبل لوم العذل

لو كنت أعلم أن آخر عهدكم ... يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل

أو كنت أرهب وشك بين عاجل ... لقنعت أو لسألت ما لم يسأل

والشعر لجرير، والغناء فيه، وهذه من طنانات جرير، ومنها في هذا:

أعددت للشعراء سما ناقعا ... فسقيت آخر هم بكأس الأول

لما وضعت على الفرزدق ميسمي ... وعلى البعيث جدعت أنف الأخطل

أخزى الذي سمك السماء مجاشعا ... وبنى بناءك بالحضيض الأسفل

فامدح سراة بني فقيم إنهم ... قتلوا أباك وثأرهم لم يقتل

ودع البراجم إن شربك فيهم ... مر عواقبه كطعم الحنظل

بات الفرزدق يستجير لنفسه ... وعجان جعثن كالطريق المعمل

أين الذين عددت أن لا يدركوا ... بمجر جعثن يا بن ذات الرّمل

أسلمت جعثن إذ تجر برجلها ... والمنقري يدوسها بالمنشل

تهوى استها وتقول يا لمجاشع ... ومشق نقبتها كعين الأقبل

لا تذكروا حلل الملوك وأنتم ... بعد الزبير كحائض لم تغسل

[ص ٣٨٩]

ما كان ينكر في يدي مجاشع ... أكل الخزيز ولا ارتضاع الفيشل

حكي أنه ممن كان محمد بن عبد الرحمن خليفة الأندلس يلحقه برعايته، ويلحظه بعنايته، وكان قد سافر عنه مدة أطال شقّتها، وحمل وقر أعبائه شقتها، ثم آن له العود إلى ذلك النديّ، وقرب بحيث شم سوابق عرفه الندي، ولم تبق

<<  <  ج: ص:  >  >>