قال: فتصايح الناس من أقطار القافلة: أعيدي بالله أعيدي، قال: فما سمع لها كلمة. [ص ٤٠٤]
قال: ثم نزلنا الياسرية «١» ، وبينها وبين بغداد نحو خمسة أميال في بساتين متصلة، ينزل بها الناس فيبيتون ليلتهم ثم يبكرون لدخول بغداد، فلما كان وقت الصباح، إذا بالسوداء قد أتتني مذعورة، فقلت: مالك؟ فقالت: إن سيدتي ليست بحاضرة، فقلت: ويلك! وأين هي؟ فقالت: والله ما أدري، قال: فلم أحس لها أثرا بعد تلك، ودخلت بغداد، وقضيت حوائجي بها وانصرفت إلى الأمير تميم، فأخبرته خبرها، فعظم ذلك عليه، واغتم له غما شديدا، ثم لم يزل ذاكرا لها، آسفا عليها.
ومن أصواتها هذا:«٢»[مجزوء الكامل]
يا أيها الساقي الهوى ... ضجرا بأن صد الحبيب
اسمع فإني قائل ... قولا سيعرفه البيب
الحب داء ما يلين ... بمثل حرقته القلوب
والحبّ ليس له سوى ... من قد كلفت به طبيب
والشعر لأبي نواس، والغناء فيه في الطريقة الرابعة من الهزج.