وأري العدى أنّ الإساءة منكم ... خطأ وتلك سجية من عامد
ويصحّ لي قول الوشاة عليكم ... فأردّه عنكم بظنّ فاسد
وإذا طويت هواك عنهم نمّ بي ... وجد يدلّ على لسان جاحد
وأقول: ليت أحبتي لاقيتهم ... قبل الممات ولو بيوم واحد
«١»
وإذا سئلت عن السّلوّ أجبتهم ... بلسان معترف ونية جاحد:
إن لم يكن سحرا هواك فإنّه ... والسّحر قدّامن أديم زائد
«٢»
ما زلت أجهد في مودّة راغب ... حتّى ابتليت برغبة في زاهد
«٣»
ولربما نال المراد مرفّه ... لم يسع فيه وخاب سعي الجاهد
هذا هو الرّأي الذي ضاقت به ... حيل الطّبيب وطال يأس العائد
ولعمري ما أعرف ما أصف به هذا الشّعر، وهو الذي قلّ أن يماثل، وجلّ أن يقاس به، وهو السحر الطّاهر، والرحيق المشعشع، والرّوض الباسم، والصّباح المتألّق، وهكذا فليكن؛ ومن يقدر على هذا أو يدانيه؟
وكذلك قوله «٤» : [البسيط]
بالله يا ريح إن مكنت ثانية ... من صدغه فأقيمي فيه واستتري
وباكري ورد عذب من مقبّله ... مقابل الطّعم بين الطّيب والخصر
وإن قدرت على تشويش طرّته ... فشوّشيها ولا تبقي ولا تذري
ثم اسلكي بين برديه على عجل ... واستبضعي الطيب وأتيني على قدر