للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كان يشرك في علاك فإننّي ... وجّهت وجهي نحوهنّ حنيفا

وقد كان ينتظر كتابا يشرّفه ويشنّفه، ويستخدمه على الأوامر ويصرّفه، ويجتني به ثمر السّرور غضّ المكاسر ويقتطفه؛ فتأخر ولم يحدث له التأخير ظنا، ولا صرفه أن يعتقد أنّ مولاه لا تحدث له الأيام بخلا بفضله ولا ضنّا «١» : [الطويل]

ولو تصرف السّحب الغزار عن الثّرى ... لما انصرفت عن طبعك الشّيم الحسنى

وهو ينتظر من الأمر والنّهي ما يكون عمله بحسبه، وما يثبت له عهد الخدّام بنسبه.

ومنه قوله في ذلك «٢» : [الطويل]

ومن عجب أنّي أحنّ إليهم ... وأسأل عنهم من أرى وهم معي

وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي

كتبت والعبرات تمحو السّطور، ويوقد ماؤها نار الصّدور، وتهتك وجدا كان تحت السّتور، وترسل من بين أضلعي نفس الموتور «٣» : [الخفيف]

قد ذكرنا عهودكم بعد ما طا ... لت ليال من بعدها وشهور

عجبا للقلوب كيف أطاقت ... بعدكم! ما القلوب إلّا صخور

وما وردت الماء إلّا وجدت له على كبدي وقدا لا بردا، ولا تعرضت لنفحات النسيم إلّا أهدى إليّ جهدا، ولا زارني طيف الخيال إلّا وجدني قطعت طريقه

<<  <  ج: ص:  >  >>