ونصر أعلامه، بالعسكر المنصور، فتعرض عليه الفضل من المطالعة، ولا أقول:
ويهزّ عزمه، فإنه سيف قاطع لذّاته، يستحيل أن يرى إلّا قاطعا، ومولى يرى الثواب من لذاته، فلا يمكن أن يرى إلى داعيه إلّا مسارعا؛ ومن عوّل على خطابه في الأسفار التي تملأ الغرائر، ولا تستقلّ بها الأباعر، فإني أعوّل في خطابها على اللفظة المعرضة، ومن استدعيت عزائمه بالمماشاة والمصافحة؛ فإنني أستدعي عزمها باللحظة الممرضة، لا زالت مساعيها مقرونة بالمساعد، وهممها موفية لما كلفته عنها الظنون الحسنة المواعد
* ومن شعره قوله «١» : [الكامل]
إنّ البنان الخمس أكفاء معا ... والحلي دون جميعها للخنصر
وإذا الفتى فقد الشّباب نشاله ... حبّ البنين ولا كحبّ الأصغر
واخصص بوسم تحيّتي من لم أبح ... لك باسمه ولعله لم يذكر
ممن أودّ لها الرّدى لا عن قلى ... وتودّ لو أبقى بقاء الأدهر
ومنه قوله «٢» : [الكامل]
ذكرت وجوهكم والبدر يسري ... كلا البدرين مسكنه السحاب
سقاني الله قربك عن قريب ... دعاء طال واختصر الخطاب
ومنه قوله «٣» : [البسيط]
تفدي اللّيالي التي بالسّعد تسخطني ... تلك اللّيالي التي بالقرب ترضيني
كانت بكم فرعاها الله تضحكني ... فأصبحت لارعاها الله تبكيني
يا بعدها غاية للشوق غائلة ... من غور مصر إلى علياء جيرون