كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار

الجزء الثانى عشر - ٩ - ومنهم: القاضي الفاضل: [السريع] - ج: 12 - ص: 251

ويرجعه سهما إلى مقتل الثرى ... فيسري بأوراق الغصون مريّشا

هوى كسماح الصّالح الملك الذي ... نكتّمه والشّمس ليس لها غشا

يقتّل حيات الحقود من العدى ... بحيّات سمر بالأسنّة نهّشا

وينصبها إن يرتقوا السّحب سلّما ... [ويرسلها] إن ينزلوا القلب الرّشا

«١»

فأوسطها أولى من العين بالهدى ... وأطرافها أولى من الهمّ بالحشا

غنينا عن التّشبيب قدّام مدحه ... فأذهل وصف اللّيث من وصف الرّشا

وقوله «٢» : [البسيط]

وكيف أحسب ما يعطي العفاة وما ... حسبت بعض الذي ما زال يعطيني

الكتب تشكره عنّا ولا عجب ... ما تشكر السّحب إلّا بالبساتين

«٣» وقوله «٤» : [المتقارب]

وأغيد لمّا دجا عتبنا ... تبدّى على الخدّ منه الشّفق

صفا فوق خدّيه جمر الصّبا ... فكان الحباب عليه العرق

وقوله «٥» : [الكامل]

أمّا المشيب فإنّه قد أبرقا ... وكأنّني بسحابه قد أغدقا

فابرز إليه أبيضا في أبيض ... لا تذكرن زمن النّفار من النّقا

كان الهوى خلّ الصّبا وصديقه ... حتّى تلا شيبي وآن تفرّقا